عندما حدثت " هوجة " الزبالة في القاهرة والجيزة واختنق الناس من أكوام
القمامة التي انتشرت في كل مكان واصبحت الزبالة أزمة كبيرة يبحثها مجلس الوزراء لم
يفكر أحد في أنواع "الزبالة الأخري " التي ظهرت في المجتمع واصبحت لها روائح
عفنة تزكم الأنوف وتوجع القلوب وأخطرها وآخرها كان.. " زبالة مجلس الشعب "
!
إن برلمان مصر الذي يفترض أنه أشرف وأرقي واجهة وتعبير عن الشعب المصري
تحــول ـ للأسف الشديد ـ إلي ساحة لتبادل الشتائم والضرب والتلويح بالأحذية
!.
وكأننا نتفرج كل يوم علي مجموعة من " النسوة البلدي " اللائي تخصصن في
ايام زمان في مهنة الردح والشتائم وليس علي نواب موقرين محترمين المفروض أنهم
يعبرون عن شعب مصر !.
والأدهي من ذلك أننا نسمع كل بضعة أيام عن رفع الحصانة
عن نواب تحولوا إلي بلطجية أحياناً وإلي لصوص في أحيان أخري وكأن مجلس الشعب اصبح
مأوي آمن للخارجين عن القانون!.
سمعنا أن المحكمة قضت بحبس نائب دشنا (م .
م) بعد اتهامه باقتحام مركز شرطة دشنا لاطلاق سراح ابن شقيقته الذي كانت
الشرطة تحتجزه هناك .
وسمعنا أن مجلس الشعب رفع الحصانة عن النائب المعارض
الشهير (ط. أ) للتحقيق معه في قضية رشوة !.
وسمعنا عن موظفة التأمينات
الاجتماعية التي قدمت بلاغاً للشرطة . ضد نائب مجلس الشعب (م . س)
الذي اتهمته الموظفة بأنه تعدي عليها بالسب والضرب . عندما ذهبت اليه في منزله
لتقدم طلباً لتعيين ابنها!.
وسمعنا عن الدعوي التي أقيمت في القضاء
الاداري . والتي طالب صاحبها المحامي رئيس مجلس الشعب باحالة النواب المتورطين في
قضية العلاج علي نفقة الدولة والاستيلاء علي مبالغ مالية ضخمة وصلت الي حوالي
245 مليون جنيه وطالب المحامي باحالتهم الي لجان التأديب واسقاط عضويتهم
بالمجلس .
وسمعنا عن اسقاط العضوية عن نائب مجلس الشعب (هـ . س) بعد
ادانته في قضية أكياس الدم الملوثة والحكم بحبسه 3 سنوات!
وأخيراً سمعنا
عن تورط نائب مجلس الشعب (ي . ص) عن دائرة الشرابية في فضيحة دخوله صالة قمار
بأحد الفنادق في المعادي . ثم ضبطه في مطار القاهرة متلبساً بتهريب 500
تليفون محمول . جاء بها من دبي . وزعم عندما تم ضبط هذه التليفونات التي تزيد
قيمتها عن مليون ونصف المليون جنيه أنه أحضرها لتوزيعها كهدايا علي أصدقائه
ومعارفه! ثم صدر أخيراً حكم بحبسه لمدة عامين.
>>>
"
زبالة " فعلاً!
وهو أصدق وصف لما ارتكبه ويرتكبه بعض نواب البرلمان .
ومن قبل كان هناك نواب المخدرات ونواب القروض و" نواب سميحه " الذين ذهبوا
الي فتاة ليل واستمتعوا في الحرام . وفي النهاية لم يدفعوا لها الحساب!
إن
كل هؤلاء النواب تصوروا أن الحصانة البرلمانية تجعلهم فوق القانون وفوق أي حساب
.
وهؤلاء ليسوا وحدهم لكن الناس ـ ومن زمان ـ يتحدثون عن تجاوزات بعض
النواب وكيف أنهم ينفقون الملايين في الانتخابات . لكنهم بعد دخولهم البرلمان
يحصلون علي هذه الملايين مضاعفة كأراضي وعقارات وصفقات وغيره!
أصبح دخول مجلس
الشعب عند البعض " سبوبة " كبيرة يتصورون إنها فرصة ذهبية لسرقة أموال الشعب
بكل جرأة وصفاقة وهم يرتدون " بذلة الحصانة " !.
إن أي مجلس نيابي يضم
مثل هؤلاء النواب . لن يكون أكثر من ساحة للزبالة ولا أعرف كيف لا يشمون "
رائحة العفانة " عند كل اجتماع !.
لا يمكن أن يكون هؤلاء هم نواب الشعب
المصري الغلبان فعلاً ولا يمكن أن يكون ما يفعلوه هو الدور المطلوب من أي نائب في
البرلمان !.
صحيح أنه يوجد تحت قبة البرلمان نواب محترمين كلهم وطنية وصدق
وإخلاص ونزاهة .
لكن زبالة مجلس الشعب " كثرت جداً !
وصحيح أن هناك
نماذج مشرفة ورائعة . لنواب كثيرين يتشرف الوطن بأن هؤلاء هم نوابه .
وإذا
استمر الحال هكذا سوف يفقد البرلمان مصداقيته أمام الشعب . وسوف يغلب الطالح فيه
علي الصالح !.
وسوف تبقي " زبالة مجلس الشعب " مادام بعض الشعب يشارك في
صنعها مادام المواطن يعطي صوته بالفلوس للجاهل والحرامي والانتهازي !.
وياريت
ندقق كثيراً عند اختيار أي نائب في الانتخابات حتي لا نري هذه الوجوه العكرة من
جديد !.
ومن فضلكم.. إكنسوا هذه الزبالة من تحت القبة ..
خلاص اتخنقنا
! .
لان احنا اللى بندخل الناس دى المجلس واحنا اللى بنخترهم فلابد من ان نختار الرجل المناسب احنا اللى بنرشحهم وشكرا ليكو