أمريكا تبدأ الهجوم على اوباما مبكرا وتصفه ببوش الجديد

من المعتاد لدى الأمريكيين أن يمنحوا الرئيس الجديد 100 يوم قبل تقديم حكم أوَّلي عليه وسنة كاملة قبل إصدار حكم أكثر تفصيلا، غير أن هذا لم يحدث مع الرئيس الجديد باراك أوباما، ربما بسبب ما تعانيه أمريكا في الوقت الحالي من أزمات متعددة وهو ما قد يجعل الأمريكيين "مستعجلين" على ظهور نتائج إيجابية للرئيس الجديد.
وجاءت غالبية الأحكام التي ظهرت على أوباما سلبية للغاية، وربما يرتبط ذلك بالآمال الكبيرة التي علقها الأمريكيون عليه، وهو ما دعاهم إلى الشعور بالإحباط لعدم تحقق ما أرادوه بشكل سريع، لاسيما في الشئون الاقتصادية.
فقد ظهرت العديد من الانتقادات لأوباما في المجال الاقتصادي، حيث اتهمه العديد من الخبراء الاقتصاديين، وعلى رأسهم بول كروجمان الفائز بجائزة نوبل في الاقتصاد مؤخرا، بأنه مثل جورج بوش يطلب أموالا لإنقاذ الاقتصاد دون أن يعرف تحديدا كيف سيستخدمها، وأن كل الموضوع أنه "سمع" من مستشاريه أن الاقتصاد يحتاج إلى أموال لتفادي الدخول في الركود، بل وظهرت اتهامات مبطنة لأوباما أنه منحاز لصناع السيارات دونا عن غيرها من الصناعات لدعم الأخيرة له في الانتخابات الرئاسية.
كما اتهمه البعض بأنه لم يفهم حتى الآن أن الأولوية الأولى لإدارته خلال المرحلة الأولى يجب أن تكون الاقتصاد، وهو ما يراه 62% من الأمريكيين، نظرا لأهمية الاقتصاد في قيام أمريكا بدورها كقوة خارجية، ولأولويته لدى غالبية الأمريكيين ولتأثيره الواضح على القوة السياسية والعسكرية.
وعلى الرغم مما أثارته زوجة الرئيس ميشيل أوباما من مشاعر إعجاب في نفوس غالبية الأمريكيين؛ بسبب أسلوب كلامها الجميل وأناقتها اللافتة، إلا أن الكثير من الكتاب والمثقفين بدأ ينتقد كثرة لجوء أوباما إليها في خطاباته، بل ووصفت مجلة "تايم" ميشيل بأنها في سبيلها للتحول إلى أحد الأسس السياسية لشعبية إدارة أوباما، وهو ما رآه البعض محاولة لاكتساب الشعبية لفترة على الأقل في ظل غياب أية إنجازات قامت بها إدارة أوباما.
ووصلت انتقادات أوباما للحد الذي دفع أحد كتَّاب الرأي في صحيفة "نيويورك تايمز" إلى وصف أوباما بأنه "بوش جديد" ولكنه يتمتع بالقدرة على الخطابة ويتمتع بابتسامة واسعة ولا تبدو في عينيه نظرة "الظبي المذعور" الذي اتسم بها بوش، وقال إن أوباما يحمل نفس "الصلف والغرور" الذي حمله سابقه، وأنه يطرح نفس الأفكار التي قالها بوش ولكن بطريقة مختلفة، لكي تتناسب مع دعوة أوباما المتكررة للتغيير؛ لأن هذا هو الأساس الذي دفع الأمريكيين لاختياره.
أما في السياسة الخارجية فقد تنوعت الانتقادات بشكل أوسع، فمِن الأمريكيين من انتقد عدم قيام أوباما بالرد على استفزازات روسيا المتعددة، وذلك من خلال التهديد برد عسكري على نشر واشنطن للدرع الصاروخي، ومحاولة روسيا تكوين قوة للانتشار العسكري السريع في دول شرق أوروبا.
كما انتقد الكتَّاب الأمريكيون عدم قيام أوباما وإدارته برد قاطع على قيام إيران بإطلاق قمرها الصناعي الأول، على الرغم من محاولة إدارة أوباما فتح مجال للحوار مع طهران، هذا فضلا عن إفراج أفغانستان عن العالِم النووي عبد القدير خان الذي قام بتسريب أسرار نووية إلى إيران وكوريا الشمالية وليبيا في تحدٍ لأمريكا.
واتهم مقال في صحيفة وول ستريت جورنال أوباما بأنه "ألطف مما ينبغي"؛ لأنه يعامل الدول كلها كما لو كانت ذات نوايا حسنة، ولا يحاول حتى أن يتعامل معها بلهجة قوية ويكتفي بالتعبير عن الاستياء أو بتقديم النصيحة.
والغريب أن تعدد الانتقادات الموجَّهة لأوباما دفعت الكاتب الشهير توماس فريدمان في مقال بصحيفة "نيويورك تايمز" إلى تحذير أوباما أنه عليه أن يكون متشددا في السر ولطيفا في العلن، وقال إنه إذا لم يحقق أوباما مصلحة الأمريكيين وبشكل سريع فإنه سيرسب في الامتحان، وقال إنه لا مجال لامتحانات إعادة في ظل الظروف التي تعاني أمريكا منها.

شكرا لمرورك يا ماريا

» ما أجمل أن تبدأ يومك / صباحك .. مساءك بالدعاء
» مصر تعلن اكتشاف أول إصابة بانفلونزا الخنازير لطفلة مصرية قادمة من أمريكا
» متحف الوادي الجديد
» رجعنا تانى لمرحة التصويت للكرسى الجديد
» هل سمعت دروس الشيخ حازم شومان؟؟! ادخل واستمع الى الدرس الجديد والرائع جدا