اننا تسكنا البراءة

عندما دونت آلامى قصص وحكايات ، وانتزعت من بينها
اللحظات الجميلة وانتظرت منها الكثير كيف أنى لم انتبه أن اللحظات كلها
نصنعها ،وأننالا نبذر فى هذه الدنيا بذور شقائنا، ولانترك لأنفسنا غنيمة
السعادة رغم تسابقنا عليها ،ولانسرق الضحكات من وجوه الآخرين استكثاراً
عليهم السعادة، وإنما كلنا نشترك فى إحداث السعادة لأنفسنا ولا ندرى لماذا
الشفاه التى تضحك وتملأ الدنيا صخباً وتتحايل على الدنيا و يظن الناس أن
السعادة ماهى إلا باب بيدك مفتاحه وأن الآلام التى عندك قد تركتك
لتأتيهم؟، كيف للناس التى تتمنى لها السعادة أن تنظر لك بعين فيها النار
أكثر من النور التى تحمله ولا تترفق بالحزن الذى قد يسكنك ويختبئ بين
ضلوعك عنهم ؟،كيف تحتل الشماتة فى القلوب التى تولد وهى بعيدة عن معاصى
الناس؟، كيف انتقل إليها عصيان قلوبهم وسوء ظنهم وفساد ضمائرهم ؟،أليست هى
ذات القلوب البيضاء النقية التى كانت براءة ضحكاتهم أقل بكثير من البراءة
التى فى قلوبهم ؟،أم إننا قلوب بريئة لم تعرف العيش وعانت للخلاص من
الاختناق الذى يحاصرها فسقطت وقد تبدل القلب قبل الحال ، أم إن الطهر ليس
له مكان فى هذه الدنيا واستكثرت الناس علينا طهرنا فحاولوا إسقاطنا ليروا
أن القلوب كلها كقلوبهم كانت تحت تأثير المخدر وكأن طبيعتها أساسا صماء لا
تعرف المشاعر طريقا ًللوصول، ولاتتملكها أحاسيس تنشر فى حياتها الأمل .
امضاء....