عندما أدركت أنها النهاية
وقـُيد اسمك في سجلات الوحدة
أو ربما سِجل الوفيات مع وقف
التنفيذ
حينها هل شعرت يوماً..
ضيق يختنق صدرك يعجز عن التنفس
أصوات تتعالى برأسك لا تكف عن
النواح
سكون يحيطك وليل طويل بطول العمر
وعذابه
تحدق عينيك في السماء للقمر
الباكي ترجيه الرحيل
تدعو الشمس بكل جوارحك أن تأتي
وتهتك ستر ظلمتك
لكنها … لم تأتي أبداً !!!
هل شعرت يوماً..
حاجتك للصراخ بكل ما تملك من قوة
وضياعك من نفسك
أن يرحل من عشقت يوماً ويرحل معه
كل أنيس وجليس
ويأتي عيدك ف تنظر حولك لا ترى
إلا حوائط خرساء
تتجول بمنزلك كطير جريح وكما لم
تراه من قبل
تراه صحراء ليست بها سواك تتنقل
من غرفه إلى أخرى
وأنت تبحث عن وعيك بلا إدراك تبحث
عن رفيقك
تتحدث وكأنه يوجد من يسمعك، تراه
طيف يهيم حولك
تناجي فلا يجيب، تسأله العودة فلا
يأتيك
وعندما تدرك أنك وحدك وأنك شارفت
على الجنون
تصرخ بعلو صوتك تضرب بكفيك وجهك
تبكي بحرقتك
تدعو الله ودموعك سيل وحالك ويل
تدعوه رحمته
تدعوه يستجيب دعائك ويرحم ضعفك
وقلة حيلتك
تدعوه عودة من فقدتهم فتتهاوى
أعصابك وتلين عظامك
وأقدامك لتسقط ساجداً على أرضك
هي أيضا ما عادت صلبه كعادتها
فتتساءل هل سقطت عليها آم فيها
كرمال متحركة تمتص جسدك أو مياه
عميقة تسلب روحك
تتمايل يمينا ويسارا فلا تعلم
حينها هل انك تهذي
أو انك في سكرت الموت
هل شعرت يوماً..
انك تفقد شعورك بالزمن فتراه
أزمان
انك تنام رغماً عنك عندما يغشى
عليك
تأكل عندما تسقط جوعا
لا تشعر بمذاق شيء
هل شعرت انك تبغض مرآتك لأنها
تعكس قبحك
فكلما لها نظرت تشمئز من نفسك
فتريك انك دميم
وجه كلون رمال صحاريك وعيون حمراء
كـ كؤوس دماء
شفاه زرقاء ترتجف من برودة الألم
وجليد القهر
فلا تنطق سوى انك بشع فتلقي
بمرآتك أرضا وتلعنها
هل شعرت يوماً..
كلما تقف بشرفتك وترى المارة
فتتأملهم وكأنك غريب عن جنسهم
كروح توها فارقت جثة متعفنة تجول
العالم
فتراه بعيون أخرى وإحساس آخر
روح ملعونة مطرودة من رحمة الله
ومن جناته
فباتت في الدنيا تائهة ضائعة في
الصحاري والجبال
هل شعرت يوماً..
يكسرك الضعف بعد قوة فتصرخ ال
آآآآه تشق صدرك
تناشدك كرامتك لتعيد نفسك وبالعزة
تقاوم انكسارك
ويصيح عقلك بأنك أقوى يأبى بشدة
انهزامك
فتبتسم للعيان وفي عيونك آلف دمعه
وفي قلبك آلف صرخة
وسرعان ما تفيق ويرفض قلبك خداعك
فيعيدك إلى مسارك
يعيدك لصحرائك لتموت وتموت وتموت
ولا أحد يلملم أشلائك...!!
هل شعرت يوماً..
بأن اليوم يمر عليك شهورا والشهر
مر بسنوات ودهور
يغتالك الجنون ، الشرود ، وبركان
داخلك يثور
فلم يشعر هذا إلا من كان ضحية
الانتظار
ليس من كان بيده القرار